الاثنين، 13 نوفمبر 2017

الوقاية

الوقاية خير من العلاج، فعندما يصاب الشخص بمرض ما يعيق من نشاطه وانتاجه تجده يلوم نفسه على تفريطه في أساليب الوقاية مما أصابه كتعرضه للهواء البارد او الاكل الغير صحي او عدم الاهتمام باللبس الواقي وغيره مما يكفل له
الرعاية والوقاية من الوقوع في الامراض.

ولان الروح هي أغلي ما يكمن في جسد الانسان، فقد حث الإسلام على الحفاظ عليها من مكائد الشيطان، فالعافية ينعكس
أثرها الإيجابي على عباده الانسان لربه وتيسر ذلك له، ثم يأتي ذلك على دوره الفاعل في بيته ومجتمعه0

قال صلى الله عليه وسلم ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) [1]
معافي في جسده أي صحيحاً سالماً من العلل والأسقام.

لذلك أولى الإسلام عنايه كبيره بالإنسان وبوقاية الانسان سواء من ناحية الجسد كتحريم الخمور والمخدرات، او الفواحش
او مسببات الامراض كأكل لحم الخنزير، او من ناحية روح الانسان بتحريم السحر، والحسد، وعباده غير الله او اللجوء الى غيره بطلب الدعاء او تصريف شيء من أنواع العبادة لغيره.



لذلك هناك عده أمور تعتبر من وسائل الحفظ والوقاية من الامراض الروحية




*الحفظ والمراقبة

عندما يجعل الانسان لنفسه خط مراقبه لا يتجاوز حدودها حدود الحلال والمباح الذي شرعه الله له فانه يظل تحت مظلة
الحفظ التي كفلها الله له قال تعالى (﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) [2]
ويقول الله عز وجل:
﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) ﴾  [3]
فمراقبه الله في السر والعلن تحفظ الانسان من الشيطان ومن النفس الامارة بالسوء، فيرتفع العبد الى اعلى مراتب الدين وهي مرتبه الاحسان، والتي يكون فيها استحضار القلب وصرف العبادة على مراقبه الله وكأنه امامك تراه ويراك،
فلو كل منا استحضر ذلك المعنى لوجد ان نفسه طائعه لأوامر الله فاره من نواهيه، تخجل وتستحي وتقشعر ان تلاقي الله بفعل محرم، او معصية صغيرة كانت او كبيرة.
ان مراقبه الله في الاقوال والافعال تهذب النفس وتصونها من مهاوي الردى، وهي نموذج جميل في تربيه الأبناء على المراقبة التي يحصل بسببها تنامي مفهوم الضبط الداخلي، فلو تربي الطفل الصغير على معنى المراقبة الداخلية لأفعاله، سيكبر وسيكبر معه مفهوم الصح والخطأ، والنافع والطالح، ويسهل عليه إدراك الفرق بينهما.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( يَا غُلَامُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ فَقُلْتُ بَلَى فَقَالَ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))[4]


عندما يخلص الانسان في عباداته وتعاملاته مع الله يكن الله معه دايما وابدا، فليس هناك أغلي من كون الله معي في كل اموري يرشدني الى صلاح امري في ديني ودنياي ويحفظني ويرعاني بعينه التي لا تنام
قال تعالى﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً .. ﴾ [5]






*اذكار الصباح والمساء واذكار ما قبل النوم:

قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )[6]
ان فوائد الذكر عظيمه فبها يتحقق الأمان القلبي والانشراح الصدري من كل امر يلم بالإنسان من ضغوطات حياته اليومية،
ومما يتعرض له من فتن ومحن، ومما يوحي اليه الشيطان من وساوس وقلق وتخوفات، وصولا الى ارتفاع الحسنات
وزوال السيئات والآثام عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك). صحيح مسلم
بالأذكار ينجلي كل حزن وهم عن قلب المؤمن ولاسيما ان الله يذكرك حين تذكره قال عليه الصلاة والسلام (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم). الحديث رواه مسلم وغيره.

ان الاعراض عن اذكار الصباح والمساء تجعل الانسان في موقع الغفلة، قال تعالى " وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ".[7]
فالمعرض عنها كالميت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (" مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه؛ مثل الحي والميت "، بمعني أنه الذي لا يذكر الله بالأذكار اليومية كالميت، والذي يذكر الله دائماً بالحي، وكأن الأذكار تمد الإنسان بالحياة وعدم ذكرها تميته وتميت قلبه.[8]
شرع الله لعباده اذكار تحفظهم بأمره من كل مكائد الشيطان ومنها الاوراد التي ثبتت في السنة المطهرة،
واجتهد العلماء في جمعها وتبيان فوائد كل ذكر منها.












الصلاة:

الصلاة هي عماد الدين، وهي حق من حقوق الله على عباده، بها تصون النفس من جميع الشهوات التي يستدرك بها الشيطان خلق الله ليضلهم عن الصراط المستقيم.
قال صلى الله عليه وسلم:( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه.)[9]

وقال القرطبي في المفهم: وقوله: من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله؛ أي: في أمان الله، وفي جواره؛ أي: قد استجار بالله تعالى، والله تعالى قد أجاره، فلا ينبغي لأحد أن يتعرض له بضر أو أذى، فمن فعل ذلك فالله تعالى يطلبه بحقه، ومن يطلبه لم يجد مفرًّا ولا ملجأ، وهذا وعيد شديد لمن يتعرض للمصلين، وترغيب حضور صلاة الصبح
فقد أخرج مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فيدركه، فيكبه في نار جهنم.
وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: "من صلى الفجر" ظاهره من صلى في جماعة أو غير جماعة، وقوله: " فهو في ذمة الله " أي: في عهده، يعني أنه دخل في عهد الله، فكأنه معاهد لله عزّ وجلّ ألا يصيبه أحد بسوء؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: " فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء" يعني لا يترك عهد على من صلى الفجر؛ لأنه في ذمة الله، وفي عهده، فإياكم أن يطلبكم الله تعالى من ذمته بشيء، "فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في النار". ففي هذا دليلٌ على أنه يجب احترام المسلمين الذين صدقوا إسلامهم بصلاة الفجر؛ لأن صلاة الفجر لا يصليها إلا مؤمن، وأنه لا يجوز لأحد أن يعتدي عليهم.)[10]

قال الطيبي رحمه الله: " وإنما خص صلاة الصبح بالذكر؛ لما فيها من الكلفة والمشقة، وأداؤها مظنة خلوص الرجل، ومنه إيمانه؛ ومن كان مؤمنا خالصا فهو في ذمة الله تعالى وعهده[11]












عجوة تمر المدينة:

للمدينة المنورة بركه خاصه لدعاء النبي صلوات الله وسلامه عليه لها بالبركة، ولاسيما انها مكان تعبق به الروحانية الإيمانية الطيبة وهي في قلب كل مسلم أحب الله ورسوله.
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث في فضائل تمرها، وأشاد في فوائده في الوقاية من الإصابة بالسحر
قال صلى الله عليه وسلم
((من تصبح بسبعة تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) وقال غيره " سبعة تمرات " (متفق عليه)، وفي رواية لمسلم: (من أكل سبعة تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي) [12]لتمر المدينة نوعان
-العجوة العالية الأصيلة وهي توجد في منطقه مرتفعة بجانب مسجد القباء
-عجوة المدينة وهي أفضل الأنواع لما تتسم به من ليونة وحلاوة مذاق.

(فهذه الأحاديث يبين بعضها أن من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يصبه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر إلى الليل، وبعضها يقيد التمر بتمر العالية، وبعضها يقيده بتمر المدينة، ولذلك قال العلماء: إن من أراد الوقاية من السحر فعليه أن يصطبح بسبع تمرات عجوة من تمر المدينة، فإن لم يجد تمرًا من المدينة فليستخدم أيَّ تمرٍ، والظاهر من الحديث أنه إن لم يأكل التمر ولم يصطبح به في أي يومٍ فإن السحر قد يصيبه
وقد قال الإمام القرطبي: ظاهر الأحاديث خصوصية عجوة المدينة بدفع السم وإبطال السحر، والمطلق من الأحاديث محمول على القيد. لكن قد قال علماءُ آخرون أنه إن لم يجد تمرًا من تمر المدينة فليستخدم من أيِّ تمرٍ عنده حملاً للمقيد على المطلق، وهي قاعدة أصولية رجح الكثير من العلماء العمل بها)[13]


ان الحفظ من السحر هو ببركه الامتثال لأمر رسول الله ولتصديق بما جاء به، فيجب عند اكل العجوه ان يكون هناك اعتقاد وايمان جازم بصدق ما جاء به رسول الله، ولبركه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
قال الخطابي (كون العجوة تنفع من السم والسحر، انما هو ببركه دعوة النبي لتمر المدينة لا لخاصية في التمر)[14]

ولأخفى على كل شخص فوائد التمر بشكل عام في محاربه الكثير من الامراض لغناها بالفيتامينات والمعادن اللي يحتاجها الانسان فهي تحتوي على فيتامين "جـ"، والبوتاسيوم، والصوديوم، ممّا يساعدها في حماية جسم الإنسان من السموم، والبوتاسيوم للحفاظ على ذاكره سليمه ، وتقي من فقر الدم لاحتوائها على نسب عالية من الحديد وفيتامين "ب 2" وكذلك النحاس وتحتوي على كل من الكالسيوم، والفسفور، وفيتامين ا المهم في بناء العظام ولتعزيزالابصار القوي، كذلك غنيه بالألياف التي تعطي قولون وامعاء صحية، و تحتوي على مادة البورون التي تحارب الخلايا السرطانية، وغنية بفيتامين (ب )المفيد للأعصاب والمخ ولسلامه الجلد.

لذلك يظهر لنا ان التمر بشكل عام والعجوة بشكل خاص علاج للأمراض العضوية، واساس لصحه البنية التحتية لكل جسد، وحافظ بأمر الله من الإصابة بالسحر او السموم.




*الوضوء:

الوضوء نعمه من الله ورحمه لعباده، فالشخص المتوضئ تبتعد الشياطين عنه، ويحف بالملائكة، وسبب لمرضاه الرب تبارك وتعالى وحصول استغفار الملائكة له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( - من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان )[15]

قال ابن القيم رحمه الله في شرحه لبعض مايتحرز به المسلم من الشيطان
( تاسعاً : الوضوء والصلاة وهذا من أعظم ما يتحرز به منه ولا سيما عند توارد قوة الغضب والشهوة فإنها نار تغلي في قلب ابن آدم كما ثبت في الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - عن النبي  أنه قال ( 000 ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض ) وفي أثر آخر : ( إن الشيطان خلق من نار وإنما تطفأ النار بالماء 000 ) فما أطفأ العبد جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة فإنها نار والوضوء يطفئها والصلاة إذا وقعت بخشوعها والإقبال فيها على الله أذهبت أثر ذلك. [16]
قال رسول الله: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلا طويلا، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عقدتان.)) [17]
وفي رواية للبخاري: ((إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه)) [18]
فهذا دلاله واضحة لهروب الشيطان من الوضوء، وان الجن والسحرة لا يستطيعون ان يقتربوا من عباد الله المتطهرين
فليحرص المؤمن على ان يبقى على طهارة طول يومه لما لذلك من منافع صحية وجسديه ونفسية من انشراح الصدر
وسلامه البدن والجلد من الامراض والاوساخ، يقول الشبلي في كتابه (احكام الجان )
قال الشبلي : ( الوضوء والصلاة وهما من أعظم ما يتحرز به من الجن ويستدفع شرهم )[19]








الآيتين الأخيرتين من سوره البقرة

في صحيح مسلم عن ابن عباس قال: {بينما جبريل قاعد عند النبي صلـى الله عليه وسلم. سمع نقيضا من فوقه. فرفع رأسه. فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم. لم يفتح قط إلا اليوم. فنزل منه ملك. فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض. لم ينزل قط إلا اليوم. فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك. فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة. لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته}]

ففي هاتين الآيتين الإقرار والتسليم بما جاء به رسولنا الكريم وصدق ما انزل عليه، وان المؤمن مصدق تصديقا
مخلصا لأتردد فيه ، و فيه طلب العفو والغفران من رب العالمين.
قال صلى الله عليه وسلم
" من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه "[20]
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى سبعة أقوال في معنى (كفتاه) في فتح الباري عند شرحه لكتاب فضائل القرآن:

القول الأول: بمعنى أجزأتاه عن قيام الليل، فلو أنه قرأهما قبل نومه ولم يستطع تلك الليلة أن يقوم الليل فقد كفتاه عن ذلك.

القول الثاني: أنهما كفتاه من قراءة القرآن مطلقاً، سواء كان يقرأه في الصلاة أو في غير الصلاة.
القول الثالث: أنهما كفتاه فيما يتعلق بالاعتقاد، فكل العقيدة موجودة ومتضمنة في هاتين الآيتين، لأنهما اشتملتا على أمور الإيمان وأعماله وأصوله جميعاً، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وهذا القول هو ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى أنه المقصود لذكر هاتين الآيتين، فيكفيك في باب الاعتقاد -المجمل لا المفصل-أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ثم تفصيل ذلك يعلم ويؤخذ من أدلته.

القول الرابع: أنهما كفتاه من كل شر، فلو قرأ في ليلته هاتين الآيتين لكفتاه من كل شر، وينام ليلته تلك آمناً مطمئناً بإذن الله.
القول الخامس: وهو أخص مما قبله، أنه بمعنى كفتاه شر الشيطان، فمن قرأهما فقد كفي شر الشيطان اللعين.

القول السادس: أنهما كفتاه شر الجن والإنس.

القول السابع: بمعنى أنهما تغنيانه عن طلب الأجر فيما سواهما، فينال بقراءة هاتين الآيتين من الثواب والأجر ما يغنيه عن طلب الأجر والثواب فيما سواهما.

وعليه  فان فائدة قراتها عظيمه ولابد من الحرص عليها كل ليله.





سوره البقرة:

قراءه سوره البقرة في المنزل يعتبر من التحصين والحفاظ للبيت وأهله من شر الشيطان وكيده
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
وفي صحيح ابن حبان والحاكم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليالٍ. صححه الحاكم وحسنه الألباني

لذلك فقراه سوره البقرة تعجز السحرة عن عمل أي عمل، وتبطل كيدهم وتدحرهم بأمر الله

قال صلى الله عليه وسلم (اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم فإن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة " .[21]







[1] رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال: حسن غريب.
[2] ﴾[سورة النساء]-1
[3] سوره الفجر-14
[4] [رواه الترمذي]
[5] المائدة - 12
[6] الرعد - 28
[7] الأعراف - 205
[8] . " شرح مشكاة المصابيح، للطيبي (2/184
[9] قال الهيثمي رحمه الله (2/29) : رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله رجال الصحيح ، وقال المنذري في الترغيب : "ورجال إسناده رجال الصحيح " ، وقال الألباني : صحيح لغيره . انظر : صحيح الترغيب ، رقم (461) .
[10] شرح رياض الصالحين" (1/591)
[11] . " شرح مشكاة المصابيح، للطيبي (2/184
[12] (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه -كتاب الأشربة (154) -برقم 2047).
[13] الفتوى رقم 34464
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=34464
[14] فتح الباري 10-239
[15] فتح الباري - الصفحة أو الرقم: 11/113
[16] )( بدائع الفوائد - باختصار - 2 / 271 ) 0
[17] صحيح البخاري ح (1142)، صحيح مسلم ح (776).
[18] صحيح البخاري ح (3295)، وأخرجها أيضًا مسلم ح (238)
[19] )( أحكام الجان - ص 131 ) 0
[20] اصحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5008
[21] تخريج السيوطي : (ك هب) عن ابن مسعود.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 1170 في صحيح الجامع.

هناك تعليقان (2):