الجمعة، 28 يوليو 2017

انواع السحر

للسحر نوعان اساسيان ذكرا في القران :

أولها سحر التفريق :

قال تعالى: ( وَاتَّبَعُوا مَا
 تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ
 وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ
 عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ  حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون­َ
 مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ
 بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُون­َ مَا
 يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي
 الأخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا
 يَعْلَمُونَ) البقره 102
 عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:( إن
 إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء
 أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ويجيء أحدهم فيقول: ما
 تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت) ( صحيح الجامع – 1526)

قال المناوي إن هذا تهويل عظيم في ذم التفريق حيث كان أعظم مقاصد اللعين لما فيه من
 انقطاع النسل وانصرام بني آدم وتوقع وقوع الزنا الذي هو أعظم الكبائر فسادا وأكثرها
 معرة)( فيض القدير – 2 / 408 )





ثانيهما سحر التخييل:

قال تعالى :(قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ
 تُلْقِىَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا
 فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا
 تَسْعَى) ( طه – الآية 6 ، 66 )

وقد ثبت من حديث عائشة – رضي الله عنها – أنها
 قالت: (سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما
 فعله ) ( متفق عليه ) 

يقول ابن خلدون: (سحر التخيل هو أن يعمد الساحر إلى القوى المتخيلة فيتصرف فيها
 بنوع من التصرف، ويلقي فيها أنواعا من الخيالات والمحاكاة وصوراً مما يقصده من ذلك
 ، ثم ينزلها إلى الحس من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه، فينظر الراؤن كأنها في
 الخارج وليس هناك شيء من ذلك)


 وحقيقة هناك عدة أنواع للسحر ولكنها تندرج تحت هذين النوع :

تطور السحر وتطورت ادواته وطرقه ولكن السحر في كل احواله
لا يستطيع جلب منفعة حسية كانت او معنوية فالساحر لا يحقق المال الذي يبحث عنه من خلال بيع السحر،
ان الساحر قابعا في فقره ذليلا منبوذا لا يملك سيادة ولا رئاسة ولا ما يرجوه من مكانه

ولا يستطيع السحر رد ضررا فلو كان كذلك لما رأينا في السجون سحره ومشعوذين محكومين بالقصاص
السحر هو اضحوكة الشيطان ليغرر به تلك القلوب الفقيرة بالأيمان ليجعلها تظل في مستنقع المعصية ولا تكتفي بذلك
حتى يأتي امر الله بهلاك الساحر

السحر بوابه عريضة للساحر ولكنها ممر ضيق طويل لن يرى فيه النور الا إذا أراد الله لهذا الساحر التوبة والرجوع لله
السحر بوابه عريضة للساحر ولكنها ممر ضيق طويل لن يرى فيه النور الا إذا أراد الله لهذا الساحر التوبة والرجوع لله
قال تعالى (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون)[1]
او ان يهلك في قذارته وفي شركه دون ان يحقق عملا يكون هو راضي عنه، ان الساحر يعيش في زنزانة الخوف طيلة حياته وفي مخاوف واحزان مستمرة ولن يأتيه الأمان وهو عبدا ذليلا للشيطان تتربص به الشياطين من كل حدب وصوب
قال تعالى (((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ))[2]

السحر هو كل امر خفي سببه واصبح خيالات من غير حقيقة ويجري مجرى الخداع والدجل وتمويه الحقائق
قال تعالى (سحروا اعين الناس) [3]أي زيفوا وموهوا الحقائق عليهم حتى ظنوا ان هذه الحبال والعصي في حالة حركه كحركة الثعبان وهو عزائم وعقد يؤثر في القلوب والابدان
وكما هو معروف ان السحر محرم في كل الأديان قال تعالى (انما نحن فتنة فلا تكفر)[4]
فالساحر كافر وكذلك من صدقه واتاه


[1] البقرة - 17
[2] طه:124-126]
[3] الأعراف - 116
[4] البقرة -102

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق