المس هو نوع من حضور الجن على جسد المصاب
والتحكم فيه، ومحاولة ايذائه، وقد يتكلم على لسان المصاب،
او يتحكم في بعض تصرفاته من غير ان يدرك
المصاب بذلك، او يقوم بصرعه بحيث يصبح المصاب غير واعي بما يحدث من حوله.
قال الله عز وجل: ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي
يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا .. ) [1] قال القرطبي
في تفسيره: ( هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن ، وزعم أنه
من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس )[2]
وقال ابن كثير في تفسيره بعد أن ذكر الآية
السابقة ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط
الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً ، وقال ابن عباس : آكل الربا يبعث يوم القيامة
مجنوناً يخنق ) [3].
وجاء في الحديث الصحيح الذي يرويه النسائي
عن أبي اليسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو : ( اللهم إني أعوذ بك من التردي
والهرم والغرق والحرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ... )
قال المناوي في فيضه في شرح عبارة ( وأعوذ بك أن
يتخبطني الشيطان عند الموت ) أي يصرعني ويلعب بي ويفسد ديني أو عقلي ( عند الموت )
بنزعاته التي تزل بها الأقدام ، وتصرع العقول والأحلام وقد يستولي على المرء عند عند
فراق الدنيا فيضله أو يمنعه من التوبة ... الخ[4]
وقال ابن تيمية
دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أهل السنة والجماعة [5]
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه: "ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك، فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية
ما ينفي ذلك". وكيف ينكر أمر مشاهد ملموس، يتكلم الشيطان على لسان المصروع بلغة
غير لغته ولهجة غير لهجته ونبرة صوت غير نبرة
صوته؛ يخبرك الشيطان على لسان المصروع عن
أمور لا يعلمها ولا يدركها المصروع نفسه؛
ويشعر المصروع بسريان الشيطان في جسده وبتأثيره
عليه في بدنه، وقد يفسد عليه عقله وفكره، ويجعل أعضاءه تتصرف بطريقة مغايرة للمألوف،
فعلى من يُنكر دخول الجني بدن الإنسي ويخالف
أئمة أهل السنة والجماعة، أن يأتي بدليل فوق كتاب الله وفوق كلام رسول الله.[1]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق