ان كل
مؤمن يعلم علما يقينا ان كلام الله المنزل هو شفاء من كل داء وذلك بأمر الله
وقدرته التي لا يعجزها قدره،
فكلام
الله هو البلسم الشافي لكل جرح، علاج لما في الصدور من اتعاب ومن اثقال، لذلك كان
اصل التداوي من كل تعب هو قراءه القران والحرص كل الحرص على ان يكون الشخص موقنا
بانه سببا في علاج ما يعاني من امراض سواء كانت عضويه او روحيه او نفسيه قال تعالى
(وننزل من القران ما هو شفاء) [2]قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( خير الدواء القرآن) ، وجعل
التمسك به بشاره لمن التزم به قال عليه الصلاة والسلام
( أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله، وطرفه الآخر بأيديكم فتمسكوا به، ولن تهلكوا،
ولن تضلوا بعده ابدا )[3]
ماهي الرقية وما شروطها؟
الرقية
هي
العوذة مما
كان من الآيات القرآنية او الأدعية المشروعة والمقصود بها الالتجاء الى الله
بصرفها له وحده
طلبا منه
المنفعة برفع المرض او العله.
شروط الرقية
واساسياتها:
-ان تكون
من كلام الله وصفاته او الأدعية الواضحة والمشروعة.
-ان يكون
كلامها باللغة العربية وواضحا ومفهوما خاصه للمصاب، تخلو من الطلاسم والتحريفات.
-الاعتقاد
بان الشافي هو الله وحده وانما هي سبب.
ومن اساسيات العلاج بالرقية ان( يبدا الشخص برقيه نفسه )والنفث عليها وذلك لما فيه من الفوائد العظيمة له
*فبذلك يقتدي بسنه النبي صلى الله عليه وسلم.
*ان يكون فيها التوكل على الله وحسن الثقة به فهو لا يطلب العلاج من أحد
سواه.
*احتياطا من وقوع المصاب ضحيه في ايدي الدجله والمشعوذين اللذين
يلبسون لباس الرقاة ، فيخدعونه بذلك.
*استر الى المرأة المسلمة وحفاظا عليها من ان تذهب لرقاه رجال.
وعلى هذا لا يمنع من الذهاب الى رقاه معروفون ومشهود لهم بالخير ان
كانت الحالة شديده، او تصرع عند القراءة، فلا بأس من الذهاب لهم على ان يحرص
المصاب على متابعه الرقية والعلاج بنفسه بعد ذلك.
*سرعه الشفاء تكون أسرع وأحسن عندما يرقي الشخص نفسه.
كذلك من اساسيات الرقية الصحيحة (التدرج في بدأيه العلاج،) فلا يصح
ان يبدا الشخص برقيه الحرق مثلا قبل ان يبدا برقيه ابطال السحر حتى يبطل مفعول
السحر فذلك يسبب تعبا للمصاب.
ومن اساسيات الرقية أيضا ان( تكون جلسة القراءة في مكان هادي) حتى
يستطيع المصاب التركيز على القراءة ويستفيد من العلاج.
تعتبر( مده الجلسة للرقية) مهمه أيضا ومن اساسيات العلاج بالرقية ان لا
تكون الجلسة قصيره جدا بحيث لا يستفيد منها، ولا تكون طويله جدا بحيث ينفر المريض
منها ويصاب بالملل، بل تكون في مدة متوسطة والأفضل ان لا تقل عن الساعة والنصف ولا
تزيد عن الساعتين.
ان (المباشرة) هي أساس من اساسيات الرقية، وتعني المباشرة: ان يكون
الراقي والمرقي موجودين في نفس الجلسة ويبدأ بالرقية عليه والنفث عليه، ولا يصح ما
يفعله كثيرا من الناس بان يقرأ القران بنيه شفاء ابنه وهو في الخارج
او قراءه الراقي في تلفزيون او مذياع والمصاب ينظر اليه من خلال الشاشة
مثلا، فان حصل انتفاع فهو ليس من رقيه الراقي بهذه الطريقة وانما بانتفاعه من كلام
الله من خلال الصوت وسنوضح لاحقا معنى العلاج بالصوت وتأثيره.
كذلك من اساسيات العلاج بالرقية هو (الصبر ثم الصبر ثم الصبر) وان لا
يتعالج الشخص على سبيل التجربة فان أصاب العلاج كان ذلك وان كان غير ذلك يتوقف
ويعلن الانسحاب، بل يجب على المريض ان يعتقد بيقين ان الله هو الشافي ويبذل سبب
الشفاء وهو العلاج بكلام الله لأنه هدى وشفاء، وان يحرص على الصبر ولا يستعجل
الشفاء
لان ذلك من مصيده الشيطان التي يحاول ان يبث بها سمومه من خلال ادخال
الشك وسوء الظن بقيمه العلاج بالرقية، ويوهمك بزيادة التعب حتى تظن لا فائدة من
اكمال الرقية، فلو صبر المصاب واستعان بالله ثم بالصبر والصلاة فيجد العلاج سهلا وميسرا
وسينير الله بصيرته ليرى ثمار الرقية على نفسه.
ان( التنويع مهم )وهو أساس من اساسيات العلاج بالرقية مع التركيز على
الآيات الخاصة بالإصابة، مثلا يجعل برنامجه يمر عبر مراحل محدده وواضحة بحيث يتم
التركيز على آيات العين للمعيون وفي كل مرحله يضيف آيات او سور أخرى مع العلاج كآيات
الرزق وآيات الرحمة وهكذا فالتنويع مطلوب حتى لا يصاب المريض بالملل.
ان (الطهارة )عند الرقية امر ممتاز فالوضوء ينشط البدن، ويحفز الذهن،
ويعين على الاقبال على الامر بانشراح تام.
ومن اساسيات العلاج (ان يلتزم المريض بالعلاج وان لا يوقفه قبل حصول الشفاء)،
وان يحرص على الطاعات والعبادات، وان يبتعد عن كل ما يغضب الله.
كيفية الرقية بكلام الله:
*ان يستعين بالله ويوقن ان التأثير بذات الله وان الآيات مسبب لحصول
الشفاء0
*يبدا بالاستعادة بالله من الشيطان الرجيم ثم البسملة.
*يقرأ الآيات القرآنية ثم ما يليها من ادعيه مشروعه ثم يقوم بالنفث
على يديه ثم مسح جسده وما يؤلمه
* ينفث على ماء ويفضل ماء زمزم وعلى زيت زيتون
*يستخدم الماء لشربه والزيت لدهان الجسم منه وخاصه مكان ما يؤلمه من
جسده
* ان يحرص على الاستمرار على العلاج حتى يحصل الشفاء، فكثيرا من
الأشخاص يرى انه بمجرد اختفاء الاعراض انه شفي تماما فيترك التداوي بالعلاج ثم يمر
فتره من الزمن ويبدا التعب يظهر من جديد فيظن انها أصابه جديده، وهي ليست بإصابة
جديده ولكنها انتكاسة حصلت للمريض.
ماهي الانتكاسة:
حتى نبسط المفهوم للكثير من الناس فان الرقية علاج كالمضاد الحيوي
عندما تبدا بالمضاد الحيوي فان الاعراض تصبح نشيطه وتكون واضحه في بداية العلاج ثم
يشعر المريض بتحسن فمن يتوقف عن تناول المضاد قبل الوقت المحدد فان المرض يكون
موجود وبعد قطع العلاج يرجع المرض من جديد وربما بصورة اقوى فيظن المصاب ان المضاد
الذي صرفه الطبيب غير مجدي ، كذلك بالنسبة للرقية فالمرض الروحي ينشط بداية العلاج
ويتعب العارض ويضعف بشكل تدريجي فيظن المصاب انه شفي ويقطع العلاج ، فيعاود العارض
بالنشاط والقوة وعندما يعود المريض للرقية تكون الاعراض اشد لان العارض اصبح قوي.
لذلك هذه نصيحة لكل مصاب بمرض روحي ان يستمر بالعلاج مهما طالت مدته
حتى يلاحظ اختفاء تام لجميع الاعراض ويستمر بالقراءة والاستماع بشكل متكرر ويتأكد
حينها من الشفاء.
علم العلاج بالصوت:
قال تعالى {وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ} . [6]
قال صلى الله عليه وسلم: (من استمع إلى آية من كتاب اللّه كتبت له حسنة
مضاعفة، ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة) [7]
ان نيل الرحمة وحصولها مطلب وغايه كل مؤمن، وخاصة من اشتد به
الابتلاء والمحن، من كان مكروبا مهموما
يرجي الفرج، لذلك الانصات لسماع القران وتدبر معانيه رحمه من الله لعباده،
ان فهم القران يعتمد على القراءة
والتدبر وحسن الاستماع لذلك ذكر الله قال تعالى { وقال الذين كفروا لا
تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} [8]
وامتدح الله المستمعين للقران من الجن بقوله { وإذ صرفنا إليك نفرا من
الجن يستمعون القرآن} [[9]
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي:
(إذن لا بد أن تنصت للقرآن الكريم لتتلقى الفوائد الثلاث؛ البصائر، والهدى،
والرحمة، وهو حقيق وجدير أن يُحْرَص على سماعه إن قُرئ.
ولنلحظ أن الله تعالى قال: { فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } ولم يقل " اسمعوا
" ، لأن الاستماع فيه تعمد أن تسمع، أما السمع فأنت تسمع كل ما يقال حولك، وقد
تنتبه إلى ما تسمع وقد لا تنتبه، ومن الرحمة المحمدية يقول حضرة النبي صلى الله عليه
وسلم ناهياً عن التسمع لأسرار الغير تجسساً عليهم بالبحث عن عوراتهم فيما يرويه عنه
سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا
تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تجسَّسُوا ولا تحسّسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا
".
وفي هذا تحذير من هذه الأمور الخمسة التي منها التلصص والتصنت إلى أسرار
الناس. { وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْءَانُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ } [10]
والإنسان قد يصمت ويستمع ولكن بغير نية التعبد فيحرم من ثواب الاستماع،
فاستمع وأنصت بنية العبادة، لأن الله هو الذي يتكلم، ) [11][12]
لا عجب من حصول الرحمة ونزولها على من
يستمع للقران فالله يبشرهم باتباعهم للهداية واي مكرمه احسن من الهداية قال:
{فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ[13]
فبالاستماع للقران تحصل الرحمة
والهداية وخشوع القلب، اما من ناحية الاستماع اليه والانتفاع به في مجال الرقية الشرعية،
فقد ثبت العلم ان هناك علاجا يستخدم الصوت كمؤثر خاصا، كون كل خليه من خلايا
الدماغ تهتز لوجود ذبذبه بفعل الصوت، فقام العلماء بعلاج بعض الامراض من خلال
الاستماع للموسيقى كونها تساعد على الاسترخاء والاستجابة للعلاج فنشاء من هنا علم
العلاج بالصوت، فاعتبروا ان كل خليه من خلايا الجسم تهتز كنوع للاستجابة
لكل ذبذبه
وجد أحد العلماء الفرنسيين ويدعى ب (Alfred Tomatis)
وهو طبيب فرنسي ان الاذن له سيطره خاصه على كامل الجسد، وان لها دور تنظيمي في
توازان حركات الجسد وفي عملياته الحيوية المهمة، فالأذن هي المتحكم الأساس بالنظام
العصبي للإنسان.
كذلك أكد الكثير من العلماء ان للصوت
قوة شفائية عجيبة، وله تأثير غريب على خلايا الدماغ، فما بالك إذا كان هذا
صوت تلاوة جميلة لآيات الله العظيمة؟!
ان سماع آيات القران لها تأثير خاص على
حالات الغضب وتقلبات المزاج التي تحصل تحت أي ظرف يمر به الانسان
فعندما يكون الشخص متضايق او غاضب يهدى
بمجرد سماع القران، ولهذا تأثير عجيب في تغير مزاجه للأفضل وفي انشراح صدره، كما
ان سماع القران يعتبر هداية ورحمه وتحف الملائكة لمجالس الذكر والقران، فالطفل
الصغير الذي يعاني من كثره البكاء ليلا عندما يتم تشغيل القران تهدا نفسه ويخلد
لنوم بدون أي مقاومة، فآيات الله العظيمة لها تأثير في تخفيف حده التوتر والقلق
والشعور بالخوف قال تعالى { أَلَا بِذِكْرِ اللَّه تَطْمَئِنّ الْقُلُوب } [14]
وعليه فنحن ننصح بإدخال رقيه الاستماع
الى أي برنامج علاج يتبعه المصاب لما للاستماع من فوائد كما ذكرنا ولكنها لا تعتبر
رقيه بحد ذاتها لأننا قد وضحنا سابقا من انه لابد من المباشرة وان لا يكون هناك
حاجزا بين الراقي والشخص المرقي وانما المقصد هو الانتفاع من الاستماع لآيات الله
العظيمة في قلب كل مسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق