من اهم مسببات المس هو الابتعاد عن ذكر الله وترك الصلوات والانصياع
وراء الشهوات وفعل المعاصي واقتراف الذنوب، قال تعالى (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ
لَهُ قَرِينٌ (36)) [1]قال
ابن كثير في تفسير الآية
يقول تعالى : ( ومن يعش ) أي : يتعامى ويتغافل
ويعرض ، ( عن ذكر الرحمن ) والعشا في العين : ضعف بصرها . والمراد هاهنا عشا البصيرة،
(نقيض له شيطانا فهو له قرين) كقوله : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) [ النساء : 115 ] ،
وكقوله : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) [ الصف : 5 ] ، وكقوله : ( وقيضنا لهم قرناء
فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن
والإنس إنهم كانوا خاسرين ) [ فصلت : 25 ][2]
فمتى كان الشخص قريبا من ربه ملتزما أوامره حريصا على اجتناب نواهيه
كان في حفظ الله وتحت رحمته
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله
عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات:
احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن
بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه
الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت
الأقلام وجفت الصحف) [1]
وفي رواية الإمام أحمد: (احفظ الله تجده
أَمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك،
وما أَصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أَن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر
يسرا).
(وهذا الحفظ الذي وعد الله به من اتقاه
يقع على نوعين:
الأول : حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في
دنياه ، فيحفظه في بدنه وماله وأهله ، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته
، كما قال تعالى : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } ( الرعد
: 11 ) أي : بأمره ، وهو عين ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ومساء
: ( اللهم إني أسألك العفو والعافية ، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، اللهم استر
عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، وأعوذ
بعظمتك أن أغتال من تحتي ) رواه أبو داوود و ابن ماجة ، وبهذا الحفظ أنقذ الله سبحانه
وتعالى إبراهيم عليه السلام من النار ، وأخرج يوسف عليه السلام من الجبّ ، وحمى موسى
عليه السلام من الغرق وهو رضيع ، وتتسع حدود هذا الحفظ لتشمل حفظ المرء في ذريّته بعد
موته ، كما قال سعيد بن المسيب لولده : " لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ
فيك " ، وتلا قوله تعالى : { وكان أبوهما صالحا } ( الكهف : 82 ) .
الثاني: حفظ الله للعبد في دينه، فيحميه من مضلات الفتن،
وأمواج الشهوات، ولعل خير ما نستحضره في هذا المقام: حفظ الله تعالى لدين يوسف عليه
السلام، على الرغم من الفتنة العظيمة التي أحاطت به وكادت له، يقول الله تعالى في ذلك
{كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء
إنه من عبادنا المخلصين} (يوسف: 24)، وتستمر هذه الرعاية للعبد حتى يلقى ربّه مؤمنا
موحدا. ولكن الفوز بهذا الموعود العظيم يتطلب من
المسلم إقبالا حقيقيا على الدين، واجتهادا في التقرب إلى الله عز وجل، ودوام الاتصال
به في الخلوات، وهذا هو المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية لهذا
الحديث: (تعرّف إلى الله في الرخاء، يعرِفك فـي الشدة)، فمن اتقى ربه حال الرخاء، وقاه
الله حال الشدّة والبلاء.)[1]
لقد اتى الدين الإسلامي بعبادات يومية تحفظ المسلم من شرور الشيطان
ومكائده وتصون نفسه عن الخوض في الشهوات والمعاصي والذنوب حتى انه إذا وقع في
معصية تذكر الله فندم وسارع بالتوبة ولم يصر ويستكبر، ومن تلك العبادات
الاذكار الصباحية والمسائية واذكار النوم، اذكار الدخول والخروج من
المنزل، البسملة عند الاكل او الاقبال على البدء في امر ما، لذلك على الانسان ان
يحفظ نفسه بذكر الله بالأدعية والاذكار المشروعة والالتزام بواجباته كالصلاة في
وقتها فهي تحفظ بأمر الله من الوقوع في شباك الشيطان والتغرير به في مستنقعات
الدنيا.
ومن مسببات المس هو ان
يكون خادما لعين او حسد او سحر ولقله تحصين الشخص لنفسه يسهل على المس الدخول
لجسده وايذائه، وليس هناك شرطا ان تكون العين والحسد مقرونه بمس ولكن
وجود السحر يتأكد من خلاله وجود مس
لان السحر قائم على عمل الجن المؤكل بتحقيق اهداف السحر، كذلك وجود
السحر يضعف جسد المسحور امام الإصابة بعين او حسد او تسلط شياطين معتدية أخرى.
كذلك
من مسببات المس لبس الملابس العارية والخروج بها دون تحصين او بسملة او الرقص امام المرآه او في الظلام
فيدخل الجن كعاشق لذلك الجسد ويتسبب في ايذائه وتزيين له التعري
والفواحش والعياذ بالله.
ومن مسببات المس ((الانتقام
)) فيحاول الجن إيذاء الشخص انتقاما منه لعده أسباب
-سكب مياه حاره دون تسميه في الأرض او
الجحور او الحمامات والتي قد تكون مسكنا لهم.
-رمي الأشياء الثقيلة او الحاده على الأرض
دون تسميه.
-قتل الحشرات او الحيوانات بدون ذكر اسم
الله.
-الغناء او الضحك بأصوات عالية في الحمام.
-لعب الأطفال في وقت غروب الشمس وهو
الأوقات المنهي عنها لنشاط تلك الأرواح.
-حوادث السقوط من الدرج اعلى الأرض دون التسمية
بعدها. -التبول او قضاء الحاجة في الأماكن المنهي
عنها كالتبول في الجحور او على العظام.
هناك أنواع مندرجه من المس المعتدي او المس
العارض والتي لابد من معرفتها كي يستطيع المصاب
تحديد النوع الذي يعاني منه، لان تحديد أصل
المشكلة يعني الوصول لمنتصف العلاج
ومن هذه الأنواع
-المس العاشق
-المس الطيار
-المس الكافر او اليهودي او المسيحي
-المس المسلم
لذلك عند الرقية لابد من قراءة الآيات المناسبة
لكل نوع حتى يصل النفع بأذن الله
وسنحكي عن كل نوع بالتفصيل